سفر الجامعة لماذا؟
د. عبد العزيز يوسف آغا
///////////////////////////////////////////
سفر الجامعة هو من الأسفار الشعرية والحكمية، ومن أسفار الزهد والنسك في الكتاب المقدس، يقرأه الإنسان فيشعر ببطلان هذا العالم وما فيه من متع الجسد، عباراته تحث على التوبة والتسليم وتثبت أنّ الإنسان لو عاش بعيدًا عن الله يتعب.
من خلال مطالعاتي التي تهدف إلى البحث عن الحكمة أينما وجدت لتنوير العقول التي غلفها الظلام فأصبحت تسير على غير هدىً عبر اتباع بعض التقاليد التي أصبحت بالية لاتغني ولاتسمن من جوع.
فقد وجدت في الأصحاح الأول من هذا السفر حكماً رائعة ربما يستفيد منها المرء من خلال اطلاعه عليها خاصة أن من كتبها هو سليمان ابن داوود :
وقد ذكر أن سليمان ابن داوود قد انحرف عن العقيدة وعبد الأوثان بتأثير من زوجاته الأجنبيات، لكنه في هذا السفر عاد الى رشده لعبادة الله الخالق فقال:
1 كلام الجامعة ابن داود الملكًً في أورشليم.
(ويقصد جوامع الحكم ).
2 باطل الأباطيل، قال الجامعة: باطل الأباطيل، الكل باطل
(أي كل من يعبد الأوثان ويعبد غير الله باطل).
3 ما الفائدة للإنسان من كل تعبه الذي يتعب تحت الشمس
(دون التوجه إلى الله).
4 دور يمضي ودور يجيء ، والأرض قائمة إلى الأبد
(بتدبير من الله).
5 والشمس تشرق، والشمس تغرب، وتسرع إلى موضعها حيث تشرق.
6 الريح تذهب إلى الجنوب، وتدور إلى الشمال. تذهب دائرة دورانا، وإلى مداراتها ترجع الريح.
7 كل الأنهار تجري إلى البحر، والبحر ليس بملآن.
إلى المكان الذي جرت منه الأنهار إلى هناك تذهب راجعة.
8 كل الكلام يقصر.
لا يستطيع الإنسان أن يخبر بالكل.
العين لا تشبع من النظر، والأذن لا تمتلئ من السمع.
9 ما كان فهو ما يكون ، والذي صنع فهو الذي يصنع، فليس تحت الشمس جديد.
10 إن وجد شيء يقال عنه : انظر. هذا جديد. فهو منذ زمان كان في الدهور التي كانت قبلنا.
11 ليس ذكر للأولين. والآخرون أيضا الذين سيكونون، لا يكون لهم ذكر عند الذين يكونون بعدهم.
12 أنا الجامعة كنت ملكا على إسرائيل في أورشليم.
(جمع الحكمة والتجربة).
13 ووجهت قلبي للسؤال والتفتيش بالحكمة عن كل ما عمل تحت السماوات.
هو عناء رديء جعلها الله لبني البشر ليعنوا فيه.
14 رأيت كل الأعمال التي عملت تحت الشمس فإذا الكل باطل وقبض الريح.
15 الأعوج لا يمكن أن يقوم، والنقص لا يمكن أن يجبر.
16 أنا ناجيت قلبي قائلا: ها أنا قد عظمت وازددت حكمة أكثر من كل من كان قبلي على أورشليم، وقد رأى قلبي كثيرا من الحكمة والمعرفة.
17 ووجهت قلبي لمعرفة الحكمة ولمعرفة الحماقة والجهل، فعرفت أن هذا أيضا قبض الريح.
18 لأن في كثرة الحكمة كثرة الغم، والذي يزيد علما يزيد حزنا.
(لمعرفته أن كل شيء زائل مهما كبر).
وبعد الإطلاع على هذا السفر،،،
نكتشف فيه : الاعتراف بالذنب ، والتوبة وطبيعة الأشياء والاعتراف بالله والزهد بالواقع ومع الحكمة نرتقي على أن لاتزيد عن حجمها.
وهذا مانقله لنا سليمان ابن داوود الذي اعتلى أعلى المناصب فاكتسب الحكمة والتنوير من خلال التجربة وسبر أغوار الطبيعة والبشر، فالله هو الباقي دائماً والبشر هم الذين يتغيرون.
أعتقد أن الفكرة وصلت، من أن التمسك بعبادة الله هو درب الحكمة وسبيل الخلاص.
وعلى المحبة نلتقي،،،،،