فى مثل هذا اليوم 4مايو 1493م..
البابا إسكندر السادس يقسم العالم الجديد بين إسبانيا والبرتغال باستخدام ما سمي بخط ترسيم الحدود.
إسكندر السادس وُلِد باسم رودريك دي بورخا وبالإيطالية بورجا (شاطبة، 1 يناير 1431 – روما، 18 أغسطس 1503) البابا الرابع عشر بعد المئتين للكنيسة الكاثوليكية من سنة 1492 حتى مماته (1503).
مات البابا إنوسنتيوس الثامن في 25 يوليو 1492، وكان رجلاً جشعاً دنيوياً أبٌ لعدة أبناء وكان فخوراً بهم، مارس المحسوبية والسيمونية، مسيئاً إدارة اقتصاد الكنيسة المتداعي أصلاً.
وقبل ثلاثة أشهر كان لورينزو دي ميديتشي قد توفي أيضاً، ففقدت إيطاليا شخصيةً سياسيةً هامةً ومرجعاً أساسياً في التوازن السياسي بين الدول الإيطالية غداة التوقيع على صلح لودي.
ويكتمل السياق التاريخي بحروب استرداد شبه الجزيرة الإيبيرية على يد الملكين فرناندو الثاني ملك أراغون وإيزابيلا الأولى ملكة قشتالة، في حين تبقى على اكتشاف أمريكا (12 أكتوبر) ثلاثة أشهر وإن كان بشكل منفرد وإلى حد ما غامض يوجد نقش على قبر سلفه يذكر بأن اكتشاف العالم الجديد قد حدث في ظل بابوية إنوسنتيوس الثامن.
ولكن الزمن لم يحن بعد لتوقع بابا يختلف كثيراً عن سلفه. كانت بداية بابويته واعدةً والحق يقال، فقد أعاد النظام إلى روما وحاول توحيد القوى المسيحية ضد الخطر العثماني، إلا أنه سرعان ماتلطخ هو الآخر بالمحسوبية وبالكثير من الفساد الأخلاقي.
كان رودريغو بورجيا الكاهن الإسباني المولد ابن أخ أحد الباباوات قد عُين كاردينالاً سنة 1476، ثم انُتخب بابا سنة 1492، ويُزعم أن أيامه تميزت بالفساد وبالأعمال السيئة التي مارسها بعض أفراد أسرته أمثال سيزاري بارونيو ولوكريشا، ولكنه مع ذلك قدّم مساهمات هامة إلى أوروبا ذلك الزمان.
عام 1493 وعقب اكتشاف كولومبوس جزر الهند الغربية أقرَّ خطاً فاصلاً في العالم الجديد مخصصاً قسماً منه لإسبانيا، والقسم الآخر للبرتغال، وحطّم نفوذ عدد كبير من الأسر الإيطالية التي أحتكرت لسنواتٍ الكثير من المناصب الرفيعة، مثل أورسيني، وكولونا، وسفورزا، وشمل برعايته فناني عصر النهضة أمثال مايكل أنجلو ورفائيل.
زعم جون، الذي اصبح جون الثاني ملك البرتغال، ان الاراضي التي اكتشفها كولومبس تابعة لمملكته، امر ما كان ليسكت عنه العرش الاسباني. لذا لجأ الى البابا الجديد ألكسندر السادس ليمنحه الحق في استعمار هذه المناطق وهداية سكانها الى المسيحية.
قسَّم البابا العالم الى نصفين بجرَّة قلم
نتيجة ذلك، اصدر ألكسندر ثلاثة مراسيم. اولا، منح اسبانيا «بتفويض من الله الكلي القدرة» السيادة التامة والدائمة على المناطق الجديدة. ثانيا، رسم خطًّا فاصلا من الشمال الى الجنوب يقع ٥٦٠ كيلومترا تقريبا غرب جزر الرأس الاخضر. وقال ان كل ما اكتُشف من اراضٍ او لم يُكتشف بعد غربي هذا الخط سيؤول الى اسبانيا. وهكذا قسَّم البابا العالم الى نصفين بجرَّة قلم. اما المرسوم الثالث، فوسَّع على ما يتضح النفوذ الاسباني شرقا وصولا الى الهند. وهذا بالطبع اثار حفيظة الملك جون. فرعاياه كانوا قد نجحوا لتوِّهم في الدوران حول رأس الرجاء الصالح موسِّعين نطاق نفوذ البرتغال باتجاه المحيط الهندي.
عام ١٤٩٣، رسم البابا ألكسندر السادس خطًّا في منتصف المحيط الاطلسي نالت بموجبه اسبانيا الاراضي الواقعة الى الغرب.
تذرَّعت اسبانيا بمرسوم ألكسندر ومراسيم مماثلة لتطالب بالسيادة التامة على الاراضي المكتشفة حديثا.
طوال قرون، تنازعت الدول الاوروبية على حقها في امتلاك الاراضي استنادا الى المراسيم البابوية.!!