في مثل هذا اليوم4 مايو 1910م..
تأسيس القوة البحرية الملكية الكندية.
يعود تاريخ البحرية الملكية الكندية إلى عام 1910 وهي واحدة من ثلاث قياداتٍ عاملةٍ في القوات الكندية، وعبر مسار التاريخ لعبت دوراً أساسيًا في الحرب العالمية الأولى وقدمت مساهمةً هامةً في المعركة الأطلسية خلال الحرب العالمية الثانية، وشكلت جزءًا من أسطول حلف شمال الأطلسي خلال فترة الحرب الباردة، دُمجت البحرية الملكية لاحقًا مع الجيش الكندي والقوات الجوية الملكية الكندية مشكلة ما يعرف اليوم بالقوات المسلحة الكندية الموحدة.
خلال السنين الأولى من القرن العشرين، تصاعد جدل داخل الإمبراطورية البريطانية حول الدور الذي قد تلعبه دول الدومينيون (التي تتمتع بالاستقلال الذاتي مع بقاء ارتباطها بالتاج البريطاني) في مجال الدفاع والعلاقات الخارجية بسبب سباق التسلح البحري المتنامي مع ألمانيا، وفي كندا كان هناك خياران، إما توفير كافة أشكال الدعم للبحرية البريطانية، أو تأسيس بحرية خاصة بها تؤمن الدعم المطلوب عند الحاجة، ووقع الاختيار على الخيار الثاني، لاقى مشروع قانون التأسيس معارضة في بدايته عام 1909 ثم حصل على الموافقة الملكية في تاريخ 4 مايو 1910 ودعا القانون إلى:
قوة بحرية دائمة
قوة احتياطية (حالات الطوارئ)
قوة احتياطية تطوعية (حالات الطوارئ)
تأسيس كلية بحرية
لتشكيل نواتها الأولى ولتدريب الطلبة على تشغيل أسطول بلادهم المعزم إنشاؤه، استعارت كندا سفينتين من بريطانيا، وصلت السفينتان إلى كندا بين شهري سبتمبر ونوفمبر، واجهت تلك الخطط الأولية نكسة عقب هزيمة الليبراليين في انتخابات عام 1911، وشكّل الجدال حول ملف السياسة البحرية دوراً بارزًا خلالها، فقد سجّلت الحكومة المحافظة الجديدة اعتراضها على القانون عندما كانت في الجهة المعارضة، وبعد حثّ من قبل ونستون تشرشل جرت الموافقة على تمويل صفقة ثلاث بارجات من بريطانيا، وقدمت الحكومة مشروع قانونٍ للبرلمان يتضمن تقديم معونة للبحرية البريطانية، ولمرة واحدة وبعد نقاشات مريرة أفشِل القانون من قبل الأغلبية الليبرالية، وبعيدًا عن كل تلك المشكلات، احتفظت البحرية الكندية بجزء من شعبيتها ولعب المتطوعون دوراً بارزاً فيها.
عقب اندلاع الحرب العالمية الأولى سارعت البحرية بإدخال سفينتين جديدتين إلى الخدمة مشكلةً في مجموعها ست سفن، سيّر سلاح البحرية دوريات على طول الساحل الغربي لأمريكا الشمالية وصولًا حتى بنما جنوبًا، وساهم تمركزها على ساحل نيويورك في عملية حصار القوى المركزية بحريًا.
في يونيو 1918 أُغرقت سفينة كانت تعمل كمستشفى عائم من قبل غواصة ألمانية والتي شكلت من ناحية الضحايا أكبر خسارة بحرية تلقتها كندا خلال الحرب العالمية الأولى، إثر ذلك جرى في سبتمبر من العام ذاته تشكيل سلاح الجو الخاص بالقوات البحرية من أجل شن عمليات ضد الغواصات مستخدمين طائرات عائمة، ولكن بعد توقف القتال حُلَّ نهائيًا.
إثر تحجيم البحرية في فترة ما بعد الحرب، سعت البحرية من أجل أهداف جديدة تجسدت بتسلمها عدة مهام مدنية في قسم النقل البحري، وعلى الرغم من التقلص الكبير في العتاد والعديد، أبقت البحرية على مدمرتين تبرعت بهما بريطانيا.
في عام 1923 بلغت قوة القوات الاحتياطية البحرية 1000 شخص على مختلف الرتب متوزعين على نظام نصف سرية في اثنا عشرة مدينٍة كنديٍة وعلى نظام سرية كاملة في المدن الثلاثة الكبرى.
حققت في عام 1931 البحرية قفزًة نوعيًة بحصولها على مدمرتين بريطانيتين جديدتين، وفي أواخر يناير من عام 1932 قدمت البحرية الكندية الحماية للمصالح البريطانية في السلفادور على إثر طلبٍ بريطاني بعد انتفاضة الفلاحين.
أما خلال الثلاثينيات عانى سلاح البحرية مع الفروع الأخرى من شح في التمويل والعتاد ومع ذلك شهد ذلك العقد تطوراً بطيئا بسبب تصاعد قوة ألمانيا النازية والمقامرات السياسية التي قامت بها اليابان وإيطاليا..!!