في مثل هذا اليوم5 مايو1981م..
في سجن ميز بالقرب من ليسبرن في أيرلندا الشمالية، وفاة بوبي ساندز في اليوم السادس والستين من اضرابه عن الطعام، مما تسبب في انطلاق أعمال شغب في أرجاء أيرلندا الشمالية.
روبرت گرارد “بوبي” ساندز Seachnasaigh] 9 مارس 1954 – 5 مايو 1981)، كان عضو في الجيش الجمهوري الأيرلندي الانتقالي توفى في اضراب عن الطعام أثناء اعتقاله في سجن ميز.
كان ساندرز زعيم الاضراب عن الطعام 1981 الذي احتج فيه السجناء الجمهوريون الأيرلنديون على سحب حالة التصنيف الخاص. أثناء اضرابه كان قد انتخب في البرلمان البريطاني كمرشح لحزب Anti H-Block.[3][4] جاءت وفاته في أعقاب موجة جديدة من تجنيد ونشاط الجيش الجمهوري الأيرلندي الانتقالي.
عام 1976، قرر المساجين من الجيش الجمهوري الأيرلندي، في سجن لونج كش، قرب بلفاست في أيرلندا الشمالية، البدء في احتجاجات استمرت خمس سنوات، بسبب تغيير وضعهم في السجن من سجناء سياسيين إلى سجناء عاديين، بما يقتضي ارتداءهم يونيفورم السجن، والقيام بأعمال في السجن، وهو ما رفضوه، وطالبوا بالعودة إلى الوضع الذي اكتسبوه عام 1972 بعد إضراب ضخم عن الطعام، قاده بيلي ماكي، نتج عنه إعطائهم مميزات سجناء الحرب باعتبار أيرلندا محتلة من قبل إنجلترا، وقال كيران نوجنت، أول من حاولوا جعله يرتدي اليونيفورم: “يجب أن تدقوه على جسدي بالمسامير لأرتديه، وبالفعل ارتدى البطانية فقط”
تضمنت الاحتجاجات عدم الاستحمام، عدم حلق اللحى، ارتداء البطانيات، عدم تنظيف الزنازين، عدم إفراغ المخلفات، دهان جدران الزنازين بالمخلفات الآدمية، لهذا يسمى هذا الاحتجاج في بعض المراجع بالاحتجاج القذر، تخلله عدد من الإضرابات عن الطعام لم تزد عن 50 يوما، كما تم اغتيال 19 من حراس السجن، في عمليات للجيش الجمهوري خارج السجن، كان أولهم پاتريك ديلون، واتبعت إدارة السجن سياسة العزل الانفرادي: سحب الأثاث من الزنازين، ليناموا على البلاط، التجويع وتقديم الشاي والخبز فقط للمساجين، إطالة مدة العقوبة، والحرمان من ثلاث زيارات عائلية من أصل أربعة في الشهر، أو منع الزيارات تماما، وأحيانا الاعتداء بالضرب، لينتهي الاحتجاج بالإضراب الدرامي عن الطعام في 1981.
الاضراب عن الطعام:
كان إضراب 1981 بمثابة تحدٍ شخصي لمارگريت تاتشر رئيسة وزراء بريطانيا في تلك الفترة، ونزال بينها وبين المساجين، بل كان تحديا لها من الشعب الأيرلندي الذي انتخب بوبي ساندز، أحد المضربين عن الطعام في السجن ليصير عضوا في مجلس العموم. لكن، للأسفن انتهى الإضراب بوفاة عشرة من المضربين ومنهم بوبي ساندز بعد إضراب دام 66 يوما بسبب عناد وإجرام مارجريت تاتشر في وجه صلابة وإصرار المضربين، لكن جنازة بوبي ساندز حضرها 100 ألف مشيع، وكان هذا الإضراب بداية للاعتراف بالشين فين وتحوله إلى حزب سياسي.
من جرائم تاتشر أيضا تدمير اتحاد عمال المناجم أقوى اتحاد عمالي هناك، التستر على كارثة ستاد هيلزبورو، حرب فوكلاند، استخدام سكان اسكوتلندا كفئران تجارب لضرائبها قبل أن تفرضها في إنجلترا، واختبارات اليورانيوم المنضب في جنوب اسكوتلندا. وأثارت وفاة ساندز عاصفة من الغضب حول العالم، فأحرق الطلاب علم بريطانيا في ميلانو، واقتحمت القنصلية البريطانية في بلجيكا، وسارت مسيرة بالآلاف خلف صورة لساندز في باريس، ووقفت المعارضة البرتغالية في البرلمان حدادا، وقذف المتظاهرون في أوسلو ملكة انجلترا بالطماطم أثناء زيارتها للنرويج.
جنازته:
كانت جنازة بوبي ساندز مهيبة بطول ثلاثة أميال، مات سجينا وعضوا في البرلمان في الوقت ذاته، مع اهتمام دولي في كل أنحاء العالم بقضيته، والجيش الجمهوري الأيرلندي يطلق 21 طلقة في جنازته، بينما حظيت وفاة مارجريت تاتشر عام 2013 بالفرح والحبور، وتطايرت أغطية زجاجات الشمبانيا فرحا بموتها، ليس في أيرلندا، لكن في عقر دارها، في ليفربول وبريكستون وويلز و اسكوتلندا، وغنت الجماهير أغنية من فيلم الساحر أوز تقول كلماتها: “ماتت الساحرة الشريرة”، وأغنية أخرى تقول: “احترقي في الجحيم يا ماجي، وهذا من أجل ما فعلته بعمال المناجم”. لقد كرهها من احتلتهم وكرهها فقراء شعبها الذين حرمتهم من كثير من الميزات والخدمات لتطبق سياساتها الاقتصادية التي لم تخدم إلا الأغنياء.
ذكراه:
جدير بالذكر أن عددا من المدن الفرنسية بها شوارع باسم بوبي ساندز: نانت، سان اتيان، لومانس، سان دنيس، كما أرسل سجناء فلسطينيون رسالة إلى عائلة بوبي ساندز تم تهريبها ووصلت بلفاست، تحمل تعازيهم.
وهناك ثلاثة أفلام أنتجت عن بوبي ساندز: Some Mother’s Son أو “ابن أم ما” عام 1996، وفيلم H3 عام 2001، وفيلم Hunger أو الجوع سنة 2008، ونال ستيف ماكوين عن الأخير جائزة الكاميرا الذهبية.!!