رواية أوتو هذا هو عنوانها المثري للنص لكاتبها الشاب خلدون السراي عن دار الهجان – 2021.. ربما هي صدفة الكتابة التي تشبه معنى التأويل او التأويل الذي يتمظهر بوصفه حالة تلقي متعددة القراءة ، حينما قال كاتب الرواية في صفحة 103 ” عالمنا ليس بغريب عن هذا العالم ، ما إن تقع نقطة سوداء على ثوب ابيض حتى ينصب تركيزهم على تلك النقطة ويغضون البصر عن كل اعمالي البيض ” انه كلام إله أوتو بعد يأس من تحقيق العدالة واثبات الحقيقة ، لكنه ينطبق مع قراءة هذه الرواية التي نسي الكثير بياضها وركزوا على نقطة سوداء في جسد العمل الذي اراه بنيويا عمل يتواشج بوعي خالص بين استدعاء شخصية أوتو إله اليوتوبيا المخيالية ليكون حكم التجربة الحاضرة بعدالتها الفاسدة وخراب الإنسان في عمارة الأرض .. أوتو معادل موضوعي وفلسفي ومجازي الى الله لذلك كان توظيف أوتو هو الخيار الابداعي لتخليص فكرة النص من جناية التأويل الثيوقراطي .. تقانة يشتغل العمل على بناء العتبات والشواهد السردية المكتوبة على سواد ورقة ، وكأن الكاتب وبسيمياء لوني يخبر تلقينا ان كل رحلات أوتو هي ابواب سوداء تغلق لتنفتح على بياض واقع نهايته سوداء .. خمسة رحلات وفي كل رحلة حكاية وجع واقعي ، ولابد القول ان حكايات كل الرحلات تتناوب بين القوة والضعف ، وفقدت ديناميكية الآصرة في بناء التصاعد الابتكاري لثيمة التنصيص .. عودة لبناء العتبات داخل بنية الرواية ، فالعتبات تجسير يتمكن من خلاله القارىء اكتشاف اللا نص الخارجي إلى علم النص الداخلي ، وهو المخفف لارتباك ولوج النص .. في رواية اوتو كانت العتبات موفقة اكثر من المتن الحكائي، وبحسب هينري ميتران العتبات هي الداعم للخطاب المركزيل للنص .. علينا ان نعي ان جنس الرواية ، وغيره من فنون القول الجمالي غير قابلة للتجنيس شريطة أن تقدم لنا الاقناع كثابت سحري لتلقينا .. رواية أوتو عمل سيأتي بعده عمل روائي اهم منه بكثير .. لأنني مؤمن أن المبدع الحقيقي لا يخدعه صوته المغني في الحمام .
Discussion about this post