يوميات شاعر يبحث عن قصيدة ضيعتها السبل :
يوم الأربعاء 17 أوت 2022
في مثل هذا اليوم من سنة 2010 هدمتْ إسرائيل كافة منازل قرية العراقيب الفلسطينية للمرة الرابعة بعد أن أعاد قاطنوها بناءها ثلاث مرات. أمام صمت عربي و دولي فظيع .
وفي مثل هذا اليوم من سنة 2013 اقتحمت قوات الشرطة المصرية مسجد الفتح بعد حصاره، وتمّ إلقاء القبض على المتظاهرين الذين كانوا بداخله وقد عرفت هذه الأحداث , بأحداث رمسيس الثانية.وفي تونس ظهر العديد من المحتجين على النظام المصري ورفعوا راية النصر بالأصابع الأربعة .
وفي هذا اليوم بالذات قلت رسالتي إلى الأوفياء في هذا الوطن وكان عنوانها :
( قهوة بلا وجه وعيون كوطن يحكمه الحشاشون )
أقطع أصابعي واحدا واحدا
وأترشف دمي و دموعي على لحظة عابرة !.
يا سيدة النساء بين الشرفاء
أنا اليوم حزين
ودموعي تحفظها ورقات في حقيبتي اليدوية .
يا ابنة الكلمات المكتنزة بحروف الهجاء
أرى الوطن يفقد مشاعره تباعا
ويذوب كحبات الملح, في كل طبخات الأحزاب .
آيا بربرية الوجه
فينيقية الوشم
غجرية الرائحة
أنت المخضبة بالحناء في كل الواجهات
وأنا أتهجى الصرخة الأخيرة في الظلمات ؟ .
وأظنني سأشتاق للنور وللضياء في عينيك ..
هذا وجعي يحمل جرحه والبلاد ..
هذا لساني الذي قيدوه , يجر سلاسله
وهو يودعني على حافة الأمنيات.
لا فرحة في عيد الميلاد ..
لا ابتسامة في عيون الأولاد والبنات
ولا تغاريد للعصافير في الوهاد وفي المرتفعات .
هنا على صدرك أرى الدماء
حمراء
وقد تحولت الى جداول وأنهار
تروي أشجار الصنوبر والريحان والزعتر والإكليل
وكل الطفيليات …
يا سيدة الكلمات
كان للعشق في هذا المكان طعم الصباح,
وكان الحب يطرق بإستحياء
أغلب الشرفات …
لم يكن لدينا الوقت الكافي للإنتظار .
وفي هذا اليوم
سأنتحل غيابك وارتدي ما لديك من ضياء
ثمّ أصلي صلاة الجنازة على من مات و من سيموت .
و أرجوك تخلصي من عطرهم
ولا تفسدي عبير الفل والياسمين .
أيتها المرأة الوطن
هذه لغتي الأخيرة اطويها بين يديك
مع ما تبقى لك من أنفاس
وسأمضي مرفوع الرأس …
بعدما أرمي بالحشاشين خارج الحياة…
وعديني أن تغلقي النوافذ والأبواب
حتى لا أموت
ويهدر دمي في الساحات …
Discussion about this post