في مثل هذا اليوم14 نوفمبر1889م..
الصحافية ‹نيللي بلاي› تبدأ محاولة ناجحة للسفر حول العالم في أقل من 80 يومًا.
في مثل هذا اليوم 14 فبراير 1889 كانت الأمريكية نيللي بلاي، على موعد لتكون أول صحفية تبدأ محاولة ناجحة للسفر حول العالم في أقل من 80 يوما، ولم تكن “نيللي” مغامرة في مهنتها، بل أنها كانت أول امرأة تقتحم الصحافة الأمريكية عام 1885، وغيرت أسلوب كتابة التحقيقات لتجعلها أكثر إنسانية، فكانت عبارتها المفضلة: “علينا أن نعيش الألم لنكتب عنه وعرف عنها أنها لم تكن محبة لصحافة المكاتب والتواجد داخل المؤسسة الصحفية، إيمانًا منها بأن الصحفي يعيش في الشارع، وسط زحام المواطنين وتفاصيل حياتهم الغنية بالكثير من القصص.
التحقت بالمدرسة الداخلية لفصل دراسي واحد، ولكن بعد وفاة والدها في عام 1870 أو 1871، أجبرت على ترك المدرسة بسبب نقص الأموال، انتقلت والدة كوكران وعائلتها إلى بيتسبرغ، في عام 1880، وجاء انضمامها لعالم الصحافة وذلك عام 1880 بعد أن قرأت مقالًا في الزاوية المخصصة لأحد الصحفيين في صحيفة بيتسبيرج ديسبات، حيث كان يحمل المقال طابع جنسي تعصبي ويستخدم لهجة معادية للمرأة كان بعنوان “ما الأعمال التي تصلح لها المرأة” وكان المقال يحتوي في مضمونه عبارات مثل “سوى الزواج والأمومة لن تفهم أي شيء ولن تصل لأي شيء آخر” كتبت إليزابيث ردًا شديد اللهجة للصحفي صاحب هذا المقال.
الرد الناري الذي بعث به “نيللي” جاء بتوقيع “فتاة يتيمة” والذي انتقدت من خلاله آراء الكاتب ووصفتها بالخاطئة حتى استطاعت لفت انتباه رئيس تحرير الصحيفة وبدأت العمل في هذه الصحيفة وأصبحت بذلك أول امرأة تعمل في تلك الصحيفة.
اقترحت بلي على محررها في نيويورك وورلد في عام 1888، أن تقوم برحلة حول العالم، في محاولة لتحويل الرواية الخيالية حول العالم في ثمانين يومًا، إلى حقيقة لأول مرة. بعد ذلك بعام، في الساعة 9:40 من صباح يوم 14 نوفمبر في عام 1889، ومع إشعار لمدة يومين، صعدت على أوغوستا فيكتوريا، وهي سفينة بخارية من خط هامبورغ أمريكا، وبدأت رحلتها البالغة 40،070 كيلومتر.
أخذت معها الفستان الذي كانت ترتديه، ومعطفًا متينًا، وعددا من الملابس الداخلية، وحقيبة سفر صغيرة تحمل أدوات الزينة الأساسية الخاصة بها. حملت معظم أموالها (بقيمة 200 جنيه إسترليني كأوراق مالية إنكليزية وذهب، وكذلك بعض العملات الأمريكية) في حقيبة مربوطة حول عنقها.
نظمت صحيفة ذا وورلد، لإبقاء الاهتمام بالقصة، مسابقة تخمين نيللي بلي، حيث طلب من القراء تقدير وقت وصول بلي بالثانية، بجائزة كبرى تتضمن في مقدمتها رحلة مجانية إلى أوروبا، وصرف أموال في وقت لاحق لهذه الرحلة، وسافرت بلي باستخدام البواخر ونظم السكك الحديدية الحالية، والتي تسببت في عقبات من حين لآخر، خاصة في الجزء الآسيوي من سباقها. زارت خلال هذه المحطات، مستعمرة للمجذومين في الصين، واشترت قردًا في سنغافورة.
حققت رحلة بلي رقمًا قياسيًا عالميًا، على الرغم من أن الرقم حسن بعد أشهر قليلة من قبل جورج فرانسيس ترين، والذي كانت أول تجربة إبحار له حول العالم في عام 1870، وشكلت غالبًا مصدر إلهام لرواية فيرن. أكمل ترين الرحلة في 67 يومًا، وفي رحلته الثالثة في عام 1892، أكملها خلال 60 يومًا. كان أندريه ييجر شميت وهنري فريدريك وجون هنري مايرز، قد عدلوا الرقم القياسي بحلول عام 1913، حيث أنهوا الرحلة في أقل من 36 يومًا.
وعام 1922 ودع العالم نيللي بلاي عن عمر 58 عامًا بسبب التهاب رئوي حاد وما زالت تعتبر حتى اليوم واحدة من أفضل الصحفيين الاستقصائيين في التاريخ، لقب لم تكتسبه بلاي بسهولة، بل حصلت عليه بفضل شغفها الكبير بكشف الحقيقة، وتطلب منها عملًا شاقًّا وفريدًا من نوعه، حتى وصل بها الأمر إلى دفع نفسها إلى حافة الجنون لتحفر اسمها في تاريخ الصحافة العالمية.!!
Discussion about this post