في مثل هذا اليوم15 نوفمبر1979م..
تيد كازينسكي يضع عبوة متفجرة في عنبر الشحن من رحلة من شيكاغو، إلينوي إلى واشنطن، مما أجبر الطائرة على الهبوط الاضطراري.
د.ثيودور جون «تيد» كازينسكي (بالإنجليزية: Theodore Kaczynski) (مواليد 22 مايو 1942) والمعروف أيضا باسم «مفجر الجامعات والطائرات»؛ بروفيسور، عالم رياضيات، ناقد إجتماعي، مناهض للتكنولوجيا وقاتل متسلسل أمريكي من أصول بولندية؛ نشط بين عامي 1978 – 1995، مجرم عبقري وواحد من أسوأ المجرمين سمعة في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية لأكثر من عشرين عاما مما أطلق العنان لأطول وأعنف عملية مطاردة في تاريخ الأمة الأمريكية، أشتهر بسبب أسلوب قتله المعتمد على الطرود البريدية المتفجرة محلية التصنيع، استهدف فيها من يقفون وراء صعود التكنولوجيا الحديثة، حيث أراد أن يثبت زيف الحضارة الغربية ورغب بعملياته التفجيرية إلى لفت الانتباه إلى حقيقة التكنولوجيا التي يبتكرها الإنسان وأنها أكبر خطر على حياته على الأرض؛ راح ضحية تفجيراته في نهاية المطاف ما مجموعه ثلاثة أشخاص وإصابة ثلاث وعشرين آخرين.
ولد وترعرع تيد كازينسكي في شيكاغو، إلينوي، حيث نشأ كطفل عبقري، ومن المتفوقين أكاديميًا في سن مبكرة. قُبل كازينسكي في جامعة هارفارد في سن السادسة عشر، حيث حصل على شهادة البكالوريوس، وحصل بعد ذلك على الدكتوراه في الرياضيات من جامعة ميشيغان، وأصبح أستاذ مساعد في جامعة كاليفورنيا، بركلي عام 1967 وهو في الخامسة والعشرين من عمره، لكنه استقال بعد عامين.
في عام 1971، انتقل إلى كوخ خشبي في منطقة نائية في لينكولن، مونتانا، وعاش حياةً منعزلة دون كهرباء أو مياه جارية، حيث تعلم مهارات البقاء على قيد الحياة في محاولة ليصبح مكتفٍ ذاتيًا. بين عامي 1978 – 1995 أرسل كازينسكي ستة عشر قنبلة على عدة أهداف منها الجامعات وشركات الطيران، مما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وجرح ثلاث وعشرين آخرين. في 24 أبريل 1995 أرسل كازينسكي إلى صحيفة نيويورك تايمز رسالة وعد فيها إنهاء إرهابه إذا تكفلت الجريدة أو جريدة واشنطن بوست بنشر بيان من خمس وثلاثين ألف كلمة أعده بعنوان المجتمع الصناعي ومستقبله، أو سيستمر في عمليات قتله إذا لم يتم نشر البيان خلال تسعين يومًا، وحاجّ في هذا البيان الذي نُشر بالفعل أن ما اعتمده في تفجيراته كان أسلوبًا متطرفًا، لكنه ضروري للفت انتباه الناس إلى انحسار الحريات الإنسانية بفعل التقنيات العصرية، التي تتطلب أطرًا تنظيمية واسعة.
أصبح تيد كازينسكي المطلوب الأول لدى مكتب التحقيقات الفدرالي لما تسببت أفعاله الإجرامية ورسائله الإستفزازية والساخرة ومذكراته المناهضة للتكنولوجيا في جعله أكثر رجل مطلوب في أمريكا. قبل أن تصبح هويته معروفة استخدم مكتب التحقيقات الفدرالي مصطلح “Unabom” للإشارة إلى قضيته، مما أدى إلى استخدام وسائل الإعلام مصطلح “Unabomber” في النشرات الإخبارية. مرت ست سنوات دون وقوع حوداث تفجير جديدة ودون أي أدلة جديدة في القضية، وهذا ما أدى لاعتقاد مكتب التحقيقات الفيدرالي أن التحقيقات لن تنتهي إلى شيء، وتساءلوا ما إذا كان قد سقط ضحية أحد قنابله المحلية الصنع. شكل مكتب التحقيقات الفيدرالي فريق عمل لتنسيق حملة مطاردة واسعة النطاق للبحث عنه، بدأت بوضع صورة أفضل للصورة التوضيحة المرسومة للمشتبه به في القضية ووضع فرضيات ما إذا كان شخصًا ذا ميول ميكانيكية أو جامعي أو شخص متفوق دراسيًا، بعد نشر البيان «مانيفاستو» أمِل مكتب التحقيقات الفيدرالي أن يتعرف شخص ما إلى شخصية كاتب البيان. في صيف عام 1995 تابعت زوجة شقيق تيد ليندا باتريك قصة Unabomber عندما كانت في إجازة في باريس مع زوجها ديفيد كازنسكي وأخبرته بأن تفاصيل القضية تذكرها بشقيقه تيد كازينسكي، في بادئ الأمر لم يأخذ ديفيد استنتاجات ليندا على محمل الجد، ولكن عندما عاد إلى الولايات المتحدة قرأ بيان المجتمع الصناعي ومستقبله الذي يدعو لثورة لتدمير النظام الصناعي في جميع أنحاء العالم. فجأة في أكتوبر 1995 نمت بذرة الشك بقوة في عقل ديفيد، رغم عدم جزمه بأن تيد هو منفذ العمليات، في محاولة منه لرأب الصدع في علاقتهم العائلية رفض ذلك رفضًا قاطعًا، نمى الشك مجددًا في عقل ديفيد بعد عثوره على مقال من ثلاث وعشرين صفحة قديمة معادية للتكنولوجيا مكتوبة من قبل تيد وقارنها مع ’’مانيفستو’’ ليجد الأقتباسات والتشابه الكبير بينها، عدم قدرته على التقليل من التشابه بينهما دعاه للأتصال بالمحامي أنتوني بيزغلوف، واجه ديفيد اختيارًا صعبًا، إما أن يخبر بما يعتقد أو يظل صامتًا، اتخذ ديفيد القرار الأكثر صعوبة في حياته حيث سمح لمحاميه بتسليم اسم أخيه والمقال لمكتب التحقيقات الفيدرالي ليحظى باهتمام الجميع ويتم تكثيف التحقيقات عنه على وجه الخصوص ويصبح المشتبه الأول في القضية، في 3 أبريل 1996، أصدر عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي، ومكتب الكحول والتبغ والأسلحة النارية، ودائرة التفتيش البريدي مذكرة اعتقال وتفتيش بحق ثيودور جون «تيد» كازينسكي بالقرب من لينكولن مونتانا.
بعث تيد كازينسكي أول طروده المتفجرة في 24 مايو 1978 إلى أستاذ باكلي كريست من جامعة نورث وسترن في إيفانستون إلينوي، وجد الطرد المتفجر في موقف للسيارات من جامعة إلينوي في شيكاغو، مُعنون من أستاذ كريست إلى الأستاذ آي جي سميث تم إرجاع الحزمة نظراً للاشتباه بها، وتم إبلاغ حارس الأمن الجامعي ليفتح ضابط شرطة يدعى تيري ماركر الحزمة التي إنفجرت مسببة لديه إصابات طفيفة.
إنفجرت القنبلة الثانية في معهد نورث وسترن التكنولوجي مسبباً اصابات بليغة لطالب في الدراسات العليا؛ بعد تلك الحادثة بستة أشهر.
في 15 نوفمبر من عام 1979 إيجاد حزمة متفجرة على رحلة الطياران اميركان ايرلاينز طائرة الشحن بوينغ 727 الرحلة رقم 444 المتجهة من مطار شيكاغو أوهير الدولي والمتجهة إلى واشنطن دي سي، لم يتسبب الطرد في إسقاط الطائرة ولم يحدث إلا اضررا قليلة ولم يصب أحد بأذى؛ لم ينفجر الطرد في حمولة الشحن وبدلا من ذلك احترق متسبب بأدخنة تصاعدت منه إلى مقصورة القيادة ما دعا إلى هبوط الطائرة إضطراريا بعد وقت قصير من إقلاعها.
الاعتقال
في 3 أبريل 1996؛ اعتقل عملاء مكتب التحقيقات الفدرالي كازينسكي في مقصورته حيث عثروا عليه في وضع مريب. وكشف البحث في مقصورته عن مخبأ لمكونات القنابل، و40,000 صفحة مكتوبة بخط اليد تضمنت تجارب لصنع القنابل، ووصف لجرائم أونابومبر وقنبلة حية واحدة، جاهزة للإرسال بالبريد.أيضا وجدو ما يبدو أنه النسخة الأصلية من مقال ” المجتمع الصناعي ومستقبله . ” مفجر الجامعات ” كان الهدف لأكثر التحقيقات تكلفة في تاريخ مكتب التحقيقات الفيدرالي .
بعد القبض عليه، انتشرت نظريات تربط «كازينسكي» ب قاتل زودياك، من بين الأمور التي رفعت درجة الشك أن «كازينسكي» كان يعيش في سان فرانسيسكو من 1967 إلى 1969 (نفس الفترة التي ارتكبت فيها معظم الجرائم المؤكدة لقاتل زودياك)، كلا المجرميْن كانو في غاية الذكاء مع اهتمامهم بالقنابل والشفرات، أيضا كلاهما أرسلو رسائل للصحف يطالبون فيها بنشر أعمالهم ويهددون باستمرار الجرائم إذا لم يتم تلبية هذه المطالب. على كلٍ، لم يكن ممكنا تحديد أين كان «كازينسكي» وقت حدوث جميع الجرائم المرتكبة من قبل قاتل زودياك، أيضا جرائم القتل بالمسدس والسكين تختلف عن اسلوب «كازينسكي» وهو التفجير بالقنابل . لذلك كله لم يعد «كازينسكي» مشتبها به.!!
Discussion about this post