في مثل هذا اليوم 3 يناير1990م..
الحاكم العسكري لبنما الجنرال مانويل نورييغا يستسلم للقوات الأمريكية التي شنت منذ ديسمبر 1989 حملة عسكرية على بنما من أجل القبض عليه وإسقاط نظامه.
استمر غزو الولايات المتحدة لبنما -المدعوة أيضًا باسم عملية القضية العادلة- لمدة أكثر من شهر بين منتصف ديسمبر عام 1989 وأواخر يناير عام 1990. حدث هذا الاحتلال خلال فترة حكم الرئيس الأمريكي جورج بوش الأب وبعد عشر سنوات من تصديق اتفاقيات توريخوس-كارتر لنقل ملكية قناة بنما من الولايات المتحدة إلى بنما بحلول الأول من يناير عام 2000. خلال الاحتلال، أطيح بمانويل نورييغا القائد الفعلي والجنرال والدكتاتور البنمي، والذي عمل لوقت طويل مع وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) بتهمة الابتزاز المالي وتهريب المخدرات. بعد هذه العملية، انحلت قوات الدفاع البنمية وأدى غييرمو إندارا قسم الرئاسة.
اصدر الرئيس الأمريكي جورج بوش الأب التبرير الرسمي الأمريكي للغزو في صباح العشرين من ديسمبر عام 1989، بعد عدة ساعات من بدء العملية. ذكر بوش أربعة أسباب للغزو:
حماية أرواح المواطنين الأمريكيين في بنما. ذكر بوش في بيانه أن نورييغا كان قد أعلن عن وجود حالة حرب بين الولايات المتحدة وبنما وأنه هدد حياة المواطنين الأمريكيين في بنما والذين يقدر عددهم بنحو 35,000 مواطن. كما أن عدة اشتباكات كانت قد حدثت في السابق بين القوات البنمية والأمريكية، وأسفرت عن مقتل جندي أمريكي قبل عدة أيام.
الدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان في بنما.
محاربة تجارة المخدرات، إذ إن بنما أصبحت مركزًا لغسيل الأموال ونقطة انطلاق لتهريب المخدرات إلى الولايات المتحدة وأوروبا.
صيانة اتفاقيات توريخوس-كارتر، إذ ادعى عدد من أعضاء الكونغرس الأمريكي وآخرون في الإدارة الأمريكية أن نورييغا هدد حيادية قناة بنما وأن الولايات المتحدة تمتلك حق التدخل العسكري لحماية القناة حسب بنود الاتفاقيات.
صدرت الأوامر إلى القوات العسكرية الأمريكية ببدء المناورات والعمل ضمن حدود اتفاقيات توريخوس-كارتر، مثل تجاهل حواجز قوات الدفاع البنمية وإجراء العمليات العسكرية من «المجموعة الثالثة» بإشعار مسبق قصير على الأهداف الحساسة أمنيًا بهدف استفزاز جنود قوات الدفاع البنمية. أعدت القيادة الجنوبية للجيش الأمريكي لائحة من الاعتداءات على الجنود والمدنيين الأمريكيين من قبل قوات الدفاع البنمية في حين كانت الأوامر القاضية باستفزاز هذه القوات قد صدرت.
أما بالنسبة لإعلان المجلس التشريعي البنمي بوجود حالة حرب بين الولايات المتحدة وبنما، أصر نورييغا أن هذا البيان أشار إلى أن حالة حرب مدارة من قبل الولايات المتحدة ضد بنما، مدعيًا أن هذه الحرب تمت من خلال العقوبات الاقتصادية الجائرة والمناورات العسكرية الاستفزازية (عمليتا العاصفة الأرجوانية وبرغوث الرمال) التي كانت ممنوعة تبعًا لبنود اتفاقيات توريخوس-كارتر. كانت الولايات المتحدة قد غضت البصر عن انخراط نورييغا في العمل بتجارة المخدرات منذ السبعينيات. لاحقًا حُدد نورييغا علنيًا باعتباره متهمًا بالتدخل المباشر في عمليات تجارة المخدرات بسبب المعرفة الواسعة بانخراطه في غسيل الأموال وعمليات تجارة المخدرات والاغتيالات السياسية وانتهاكات حقوق الإنسان.
قدمت أسباب بوش الأربعة للغزو تبريرًا كافيًا للوصول إلى موافقة في الكونغرس من قبل كلا الحزبين ودعم لهذا الغزو. لكن السرية قبل البدء بالعملية، بالإضافة إلى سرعة الغزو بحد ذاته ونجاحه والدعم الشعبي الكبير له (موافقة شعبية بنسبة 80%) لم تسمح للديمقراطيين بالاعتراض على قرار بوش باستخدام القوة العسكرية. تظهر دراسة معاصرة أن بوش قرر الغزو بأسباب سياسية محلية، مشيرة إلى محاكمة إستراتيجية مرهبة للولايات المتحدة بغزو البلاد والانسحاب بشكل مباشر دون تثبيت البنية القادرة على تحقيق الأهداف والمصالح التي استخدمها بوش لتبرير الغزو.!!
Discussion about this post