في مثل هذا اليوم 13 يناير1915م..
اللورد الأول في الأدميرالية البحرية البريطانية ونستون تشرشل يعرض خطته للهجوم على مضيق الدردنيل العثماني في الحرب العالمية الأولى.
كان لرئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل دور حاسم في رسم خارطة الشرق الأوسط، وصياغة المصير السياسي لشعوب المنطقة، وذلك من خلال قناعته بأن في السياسة الناجحة يجب دائمًا تقسيم القوى المحلية بما يناسب الطموحات، والحفاظ على بعض الأصدقاء والخصوم في آن واحد. ولطالما كان هذا ما فعلته الإمبراطورية البريطانية طوال تاريخها الاستعماري.
في صيف عام 1914، كانت الحرب العالمية الأولى تلقي بظلالها على العالم، وعلى منطقة الشرق الأوسط التي كانت حينها تابعة لسيطرة الإمبراطورية العثمانية. خلال تلك الفترة، حاول الحلفاء بقيادة بريطانيا وفرنسا كسب ود العرب بهدف مشاركتهم في القتال ضد الأتراك.
وكان ونستون تشرشل، حينها، وزيرًا للبحرية البريطانية، وكانت خطته هي توجيه ضربة حاسمة للأتراك لدفعهم إلى الخروج من الحرب، وإضعاف قوة ألمانيا.
ويومها قال: “إذا ما حاولنا استرضاء تركيا، فإننا نحكم على سياستنا في البلقان بالفشل، وأرى أن نبادر في الهجوم على تركيا، وذلك بعد الاتفاق مع دول البلقان، وخاصة بلغاريا. لا يتوجب علينا عندها أخذ مصلحة تركيا ووحدة أراضيها بعين الاعتبار”.
كانت خطة تشرشل، حينها، هي الإبحار عبر مضيق الدردنيل بهدف السيطرة عليه. وبالفعل، هبطت قوات التحالف على غاليبولي في أبريل/ نيسان 1915.
لكن الجيش العثماني استطاع صد هجوم قوات التحالف، وألحق بهم خسائر فادحة، مما دفع القادة العسكريين إلى إيقاف الحملة، وهو ما رفضه تشرشل الذي أصرّ أن تستمرّ الحملة، وكان يرى أن نفاد الذخيرة لدى الجيش العثماني يعني أن الطريق أصبحت سالكة نحو القسطنطينية.
إلا أن القرار العسكري كان إيقاف الحملة، وأُجبر تشرشل، حينها، على الاستقالة من منصبه، وظل يقول إن خسارة هذه الحرب ظلت تسبّب له العذاب طيلة حياته.!!
Discussion about this post