في مثل هذا اليوم 19 يناير1595م..
وفاة السلطان مراد الثالث، سلطان عثماني.
السلطان مراد بن سليم الثاني بن سليمان القانوني بن سليم الأول بن بايزيد الثاني بن محمد الفاتح بن مراد الثاني بن محمد الأول جلبي بن بايزيد الأول بن مراد الأول بن أورخان غازي بن عثمان بن أرطغرل السلطان الثاني عشر من سلاطين الدولة العثمانية. ولد عام 953 هـ / 4 يوليو 1546م وتوفي 16/15 يناير 1595 م وتولى الخلافة عام 982 هـ / 1574 م بعد وفاة أبيه حتى وفاته 1595 م، وبعد أن تولى السلطة أمر بمنع شرب الخمر، ولكن ثورة الانكشارية أجبرته على ترك هذا القرار، كما قام بقتل إخوته ليأمن على نفسه من النزاع على الملك وكان ذلك قد أصبح عادة تقريبا وخلفه ابنه السلطان محمد الثالث.
عنه
يعتقد أنه أول حفيد ذكر لجده سليمان القانوني وسماه سليمان بنفسه. وعندما وصل لسن البلوغ تم ختانه في حفل كبير وعُيِّن والياً على سنجق آق شيهر طبقاً للعادة العثمانية في إرسال الأمراء لإدارة سناجق لتعلم أمور الدولة، ثم نقل لاحقاً لسنجق مانيسا وظل بها طوال المتبقي من عهد جده وعهد أبيه سليم الثاني. تزوج في مانيسا من جارية بندقية هي صفية سلطان والتي أحبها كثيراً وفضلها على كل قريناته وأنجبت له أول أبنائه وأول ابن حفيد للقانوني وسماه الأخير «محمد» ليصبح لاحقاً السلطان محمد الثالث .
وبعد توليه السلطنة، اصطدم بوزيره الأعظم صقللي محمد باشا الذي كان يدير كافة الأمور ويتحكم بالدولة. ولم يكن السلطان قادراً على عزله بسبب استناد محمد باشا على قوات الانكشارية وتحكمه فيهم وخشية السلطان من أن يؤدي عزله لتمرد القوات الإنكشارية.
صلت حدود الدولة العثمانية في عهده إلى أوجها وذلك عام 1594 وتهديدها فيينا ذاتها بالسقوط ورغم ذلك لم تتمكن الدولة من الحفاظ على فتوحاتها لفترة طويلة. ويعتقد بشكل واسع أن ضعف الدولة العثمانية الذي بدأ في عهد أبيه قد استمر وزاد في عهده رغم عدم إحساس الناس والقادة به في ذلك الوقت، حيث زادت الرشوة إلى حد كبير للدرجة أن السلطان نفسه بدأ لأول مرة في تلقي الرشاوي من رجال الدولة والحاشية، رغبة منه على الأغلب في الحد من نفوذ وزيره الأعظم صقللي محمد باشا. وزادت الرشوة حتى أصبح بعض شيوخ الإسلام والقضاة يأخذوها. كما إزداد تدخل عساكر الإنكشارية في سياسة الدولة وبدءوا يشكلون زمرة الهدف منها تحقيق رغباتهم ومصالحهم الشخصية على حساب الدولة. دخلت الدولة أيضاً في عهده وبدون تدبير في حربين مهلكتين، الأولى ضد الصفويين ورغم النجاحات المستمرة ضدهم والإستيلاء على معظم القوقاز إلا أن الحرب طالت بشكل كبير وأرهقت مالية الدولة وخسرت فيها الكثير من الجند، والثانية ضد النمسا والتي خسرت فيها الدولة العثمانية كثيراً نتيجة الضعف الذي أصابها نتيجة الحرب الصفوية ومقتل العديد من القادة الأكفاء وتولي مكانهم قادة عديمي الخبرة والكفاءة بالإضافة للتمردات المستمرة للانكشارية. يضاف إلى ذلك تدخل الحريم بشكل مستمر في شئون الدولة وأبرزهم في ذلك والدته نوربانو سلطان وعمته مهرماه سلطان وشقيقته سلطانة أسمهان ومن ثم أكثرهم تدخلاً ونفوذاً زوجته صفية سلطان حتى غدا بعض الباشوات يتلقون أوامرهم من السلطانات عوضاً عن الديوان. وأكثر السلطان من اتخاذه من المحظيات وقضى معظم وقته معهن وأنجب الكثير من الأبناء يتجازوزن المائة بحسب بعض المؤرخين، لم يبق منهم من الذكور عند وفاته سوى عشرون ذكراً وعدة بنات وقام إبنه وخليفته محمد الثالث بإعدام التسعة عشر أخاً الباقين بمجرد وفاة أبيه . لم يكن السلطان يخرج كثيراً من القصر وحتى صلاة الجمعة التي كان السلاطين يؤدونها بمراسم كبيرة_ إكتفى بأدائها في مسجد القصر وذلك خوفاً على حياته من تمردات الجنود.
وفاته
توفي الخليفة مراد الثالث عام 1003 هـ / 1595م.!!
Discussion about this post