المرأة السورية
بقلم … ليلى الجلالي
النساء السوريات
رغم كل الترف الذي كانت تعيش فيه المرأة السورية
إلا أنها لم تسقط على مدى سنوات الحرب الطويلة التي اخذت منها ما اخذت
والتي بدلت حياتها رأسا على عقب من ملكة في بيتها إلى عاملة في شتى المجالات
بدلت الخدم والحشم واصبحت هي الخدم وليس هذا وحسب
بل اصبحت هي الأم والمعلمة والعاملة ورجل بالمواقف الصعبة اخذت كل الأدوار لتقضي كل ساعات يومها بحثا عن سبب واحد للسعادة
تبدلت احوالها إلى حال زارت وجهها حفر البؤس والألم
نظرات يملأها الخوف على مستقبل بات مجهول وواقع مرير وعصافير لم يظهر زغبها بعد و أفواه فاغرة جوعا
كبلها الشقاء ليزج بها في قبو الحال لتأكل قلبها رطوبة الجدران
وتتسلل إليه عفونة السقف
تفتح عينيها صباحا لترى الحلم التهمته نيران الجوع والعوز
تبحث في ارجاء نفسها لتصل إلى بصيص أمل
لا تجد فقد سدت أبواب الحلم والواقع يقف على ارض رخوة
ما تكاد ان تقف حتى يتلقفها لتغوص كلها في رماله المتحركة
تحاول مرارا وتكرارا وعند الخروج تركض إلى بصيص نور
وعند الاقتراب تجده مجرد بقعة ضوء تسللت من ثقب أعلى الزنزانة تتلمس بيديها جداران ماهي به علها تصل إلى مقبض الباب لكن عبث
يدغدغها شعور القوة لترمم نفسها تجري هنا وهناك وعند خروجها ترى السماء ملبدة بالغيوم والريح اسقطت اخر زهرة لوز
كيف واين ولماذا اسئلة دون أجابة
تشد مأزرها من جديد وتضع مساحيق الحياة وترسم أبتسامة
باحمر الشفاه
ترتدي ثوب الصبر عل الله يجعل لها مخرجا
Discussion about this post