التعليق الرياضي بين المهنيه والحياديه
قلم ٠٠سعد جلاب ابو ذر٠٠
إذا كان العلم يمثل حقائق وقوانين ومعلومات ومقاييس، فإن الثقافة مفاهيم وقيم وتصورات وعادات وقدرة على التذوق، وبهذا تصبح الثقافة صفة أساسية من صفات الإنسان، أي إنسان، أميا كان أم حاصلا على أرقى الدرجات العلمية، فالثقافة رؤية عامة إلى الحياة والمجتمع تتجسد في السلوك الفكري والوجداني والأخلاقي والذوقي للإنسان عموما، ولكل إنسان ثقافته، مهما كان مستوى هذه الثقافة، ومهما كانت طبيعة هذه الثقافة، فليس هناك إنسان يخلو عقله ووجدانه وضميره من خبرة حية، من وجهة نظر، من موقف.
وتأتي ثقافة “التعليق الرياضي” على المباريات كالرهن الحضاري الذي يتسم به المذيع أو المعلق، فالأمر ليس مجرد الجلوس خلف “الميكرفون” والتعليق على سير المباريات تسعين دقيقة، إنما المسألة ترتبط في المقام الأول بالروح الرياضية والأخلاق والقواعد السلوكية والحيادية، من الطبيعي أن تتجه بوصلة المعلق إلى منتخب بلاده، فهذه غريزة لا يمكن إغفالها، ولكن من غير المستحسن أن يغلب الحماس على الحيادية والروح الرياضية، وينفلت المعلق ويطير على ارتفاع أمتار ويسد الطرق على الفريق الخصم بعبارات تقلل من شأنه وقوته في الملعب،
التعليق الرياضي ثقافة، ويفترض من المعلق أن يتحكم في مشاعره وعواطفه وانفعالاته ويحترم الخصم وينصفه وأن يكون نزيها ومحايدا، طالما أن الرياضة سلوك وأخلاق قبل كل شيء، والتعصب هو المرض الذي يقتلها، لذلك نتمنى من بعض المعلقين الرياضيين العرب التزام الحيادية،
Discussion about this post