وليمة فهد أعشاب البحر خلف البحر …..
البورتريه للرسام السوري عصام اسمندر المقيم في جنيف.
بقلم الياس الحاج
البحار المعتق المعمد بملح البحر ..نورس الفكر الإنساني، والأكبر من أن يعرف .. الأديب والروائي الكبير حيدر حيدر …. في قلب بحور الله .
** عرفته في سبعينيات القرن الماضي نجم أدب الدراما السينمائية من خلال فيلم ( الفهد ) للمخرج المبدع الراحل نبيل المالح بطولة النجم السوري الكبير ( اديب قدورة ) ، الماخوذ عن رواية بذات العنوان للكبير حيدر حيدر .. ثم بدأت اعرفه اكثر فاكثر مع الإبحار في عوالم أدبه والتحليق مع أجنحة رياح قصصه ورواياته ( حكايا النورس المهاجر ، الزمن الموحش، شموس الغجر ، الوعول ، مرايا النار ، وليمة لأعشاب البحر… مجموعة الفيضان …… ووووو …. ) كان ذلك قبل أكثر من خمس وثلاثين سنة يوم بدأت اعبر من جهة ببيته في حصين البحر القرية التابعة لمحافظة طرطوس والتي تبعد عن قرية أحباء قلبي أهل زوجتي ( السودا ) واحد كم فقط …
وبهذا المعنى كنت أشعر بانتعاش روحي في كل مرة اعبر فيها من عنده .. وكم انعش بعواصف وملاحم رياح فكره ، فكري ونفسي بعد أن بدأت القراءة بنهم لرواياته ، حسب وصية الأديب والشاعر الملهم ، الصامت المتكلم من دون أن يحكي الأستاذ جورج الأعمى خال زوجتي والشهير في تنشأت الأجيال على حب المطالعة لمختلف أنواع الأدب .. والعمل بداب على تمكين اللغة العربية .. والذي اعتبره المرجع الحقيقي في تنويري إلى أدب الكبير حيدر حيدر وأدباء كثر يستحقون التعلم من فنون آدابهم.
** حيدر حيدر ..
روائي وأديب سوري شهير مولود عام ١٩٣٦ في قرية تشرف على البحر الذي أخذت اسمها منه ( حصين البحر ) ..
قدم خلال مسيرته الإبداعية عددا من المؤلفات والروايات مثل رواية : وليمة لأعشاب البحر: نشيد الموت”، التي أخذت شهرة واسعة بعد أن حُظِر نشرها في عدة دولٍ عربية .. وله قصصه بعنوان “حكايا النورس المهاجر” عام 1968، ونُشرت في مجلّة الآداب اللبنانية التي استعان بها بدايةً لنشر أغلب قصصه ومؤلفاته.
يعتبر أحد المؤسسين لاتحاد الكتّاب العرب عام 1968 وانتخب عضوا في مكتبه التنفيذيّ، وكان مؤلف “الومض” لعام 1970، أولى منشورات هذا الإتحاد.
تابع مسيرته الأدبية في الجزائر بعد أن سافر إليها عام 1970، وعمل مدرسًا هناك في مدينة عنابة .
استغرق في كتابة أولى رواياته سبع سنين، وكانت بعنوان “الزمن المتوحش”، ونشرتها دار العودة في لبنان عام 1973.
عمل لاحقًا كمصححٍ لغوي في لبنان، التي هاجر إليها بعد عودته إلى دمشق واستقالته من مهنة التدريس، وأضاف هناك مجموعة “الفيضان” القصصية إلى قائمة أعماله التي أصدرها اتحاد الكتاب الفلسطيني عام 1975.
عمل مع المقاومة الفلسطينية من خلال الإعلام الفلسطيني الموحد واتحاد الكتّاب الفلسطينيين في بيروت وكان ذلك متزامنًا مع بداية الحرب اللبنانية، وخلال فترة الحرب نُشرت روايةٌ له بعنوان “التموّجات والوعول”، وفُصِلت روايتا “الزمن المتوحش” و “الفهد” عن مجموعة حكايا النورس المهاجر ونُشِرتا بشكلٍ مشتقل، كما أعادت دار الحقائق في بيروت طباعة ونشر “حكايا النورس” و “الومض”.
ثم انتقل من بيروت إلى قبرص، وعمل هناك في مجلة الموقف العربي الأسبوعيَة في أوائل الثمانينيات، عاد بعد عامين إلى بيروت بعد أن قضى تلك الفترة مسؤولًا عن القسم الثقافي في المجلّة.
عاد ثانيةً إلى قبرص ليعمل مسؤولًا عن القسم الثقافي في مجلة صوت البلادد الفلسطينية كردة فعلٍ لإلغاء ورحيل المقاومة الفلسطينية عن بيروت عام 1982 بعد الاجتياح الإسرائيلي، وفي عام 1984 نشر أول طبعةٍ لرواية “أعشاب البحر” في قبرص، ليعود بعدها إلى سوريا الوطن ليتفرغ لعمله الأدبي.
صدرت الطبعة الأولى لروايته “مرايا النار، فصل الختام” عام 1992 من دار أمواج في بيروت، أما روايته “شموس الغجر” فقد صدرت طبعتها الأولى عام 1997 من دار ورد في دمشق.
لروح الأديب السوري حيدر سلام المد والجزر… مدى سحر البحر حيث تختبئ روحه هناك خلف البحر .
Discussion about this post