🖌📜قراءتي في قصيدة (في عيدهن) للشاعرة التونسية
المتألقة منيرة الحاج يوسف
—————————————
في عيدهن
في مساءات الصيف الحارة
واعياد النساء…المنكسرات
التقطت قطرات الذكرى..
من ذاكرة متعبة…
غطاها ظلام المسافات
على ساحل الرحيل
رأيتك تجلس القرفصاء
كتبت على رمل النهايات
عبثت برغوة الحلم البيضاء
كقطن السعادة
بللك ماء اللقاء
حد الارتواء
اتخذت من رمل القصور المتناثرة
لؤلؤا يزين الغياب المطل
من مرايا السماء المتجهمة
نوارس بلا بوصلة
حلقت في فضاء الضياع
على حافة الأحــزان
نبتت شقائق نعمان
تعطر المساء بالريحان
انتحر المكان
وحدها الذاكرة تقطر
من ثقوب عذابها
هي تقف فوق غيمتها
تنهمر حروفها
تفاحا شهيا
هو يلتقط ما تساقط
من رجولة متهمة
ومركب في الأفق
يقتفي خطو الحالمين
يختفي خلف تلال اليقين
يحتفي بعزف الموجة
ويترنح لرقصتها المجنونة
———————
العنوان (في عيدهن)
لا أشتم منه عطر التهاني ولا أرى شموع الفرح موقدة ولا سلال الورد مبعثرة يتضوّع عطرها
بل أشتم غصة وعزف حسرات على المرأة التي
مازالت تعاني من عقدة الذكورة وتحتاج رياح رجولة تهب وتنعش
وها انا أقتفي معاني القصيدة
——————
امراة على حافة ضفاف الذكرى تجلس
ترسم خيالات ظلال الذكريات
وتتعاطى خفايا حب أدمنته ذات لقاء
امراة ترسم على رمال شاطئ العمر تعاريج أيام العمر الهارب الى محطات اللّاعودة
وتزحف التفاصيل جارفة بقايا صبر مفتعل
صبر نافذ الصلاحية عوضه قبول قسري بما
آل اليه الأمر حيث تقول الشاعرة
—في مساءات الصيف الحارة
واعياد النساء…المنكسرات
التقطت قطرات الذكرى..
من ذاكرة متعبة…
غطاها ظلام المسافات
هي تاخذنا معها الى جب الذكريات العميق الذي اسعفها بذكرى موشومة في وجدانها وعالقة بالذهن تعاودها في امسيات الصيف الحارة وفي المناسبات التي من المفروض ان تكون مناسبات سعيدة ولكن هل للمرأة المنكسرة عيد؟
وهل جعلت الاعياد أساسا لها وكيف تعيش العيد النفوس المنكسرة المسحوقة؟
—امراة تعاقر تبعات الرحيل والابتعاد (على ساحل الرحيل) وللرحيل سواحل على رمالها المبللة بالذكرى تسجد النفس المتعبة حنيناويرتل القلب المعنّـى تسابيح الوفاء
انها النوستالجيا فيها تستعيد الشاعرة
أدق تفاصيل اللقاء حيث جلس الحبيب القرفصاء على رمال متحركة وبوصلتها متجهة رأسا للنهايات
لقاء رسم النهاية قبل البداية وقبل اللقاء
واللقاء هنا شبيه بحلم عابر للحقيقة
هذا الحبيب عبث بكل الاحاسيس الصادقة وبعثر أوراق العمر وهو يعلم مسبقا انه مدمن غياب ورحيل – ويعشق تلقيم من تحبه لقيمات الخذلان -وحتي اريج عطر الحضور كان سرابا ومعولا هدّم صرح حلم جميل شيدته عذراء البحر آملة في حياة عاشقة في حضن حبيب هو برد وسلام لقلبها النقي
على ساحل الرحيل
رأيتك تجلس القرفصاء
كتبت على رمل النهايات
عبثت برغوة الحلم البيضاء
كقطن السعادة
بللك ماء اللقاء
حد الارتواء
اتخذت من رمل القصور المتناثرة
لؤلؤا يزين الغياب المطل
من مرايا السماء المتجهمة
نوارس بلا بوصلة
حلقت في فضاء الضياع
على حافة الأحــزان
نبتت شقائق نعمان
تعطر المساء بالريحان
وحتى الذكرى باتت في عداد السراب وكان موجة القدر المستبدّ محت رسائل عشق مشيدة على الرمل
فالشاعرة تصل إلى حالة الذوبان في ذكرى اللقاء وتمتزج معها لتصير تارة سماء وفضاء ونوارس محلقة وتارة زهور شقائق النعمان وأخرى جذوراً ضاربة في الضياع والأحزان
وهي تقيم بين ذكرى تسكنها وبين حلم تبخر
وتنفسته رئة الرحيل
ومن أعماق الخيبة ينبثق بصيص الأمل والفرحة ليفوح ريحانا ويبعث السكينة (تعطر المساء بالريحان)
في المقطع الأخير
تتراجع الشاعرة الى الحالة النفسية التي انطلقت منها تعود الى(الذكرى) ذكرى الحبيب الحاضر بالغياب
فنراها تستحضر لحظة ود وصفاء عاشتها مع الحبيب وكتبت فيها القصيد تخليدا لعظمة هذا الحب وعبرت عن ذلك بـ(انهمار الحروف تفاحا شهيا) وحضور الحرف والتفاح له رمزية قداسة الحرف وقدسية الجنة التي ارتبطت بالتفاحة —فالحب في عرف الشاعرة رسالة سماوية لها تعاليمها وطقوسها
كما نشتم رائحة بعض الندم على الانسياق لهذا الحب الجارف الذي ما كان في مستوى تحقيق حلم البقاء الابدي وما كان في مستوى المرجو والمأمول
هو يلتقط ما تساقط)
من رجولة متهمة
لنشهد انتحار مكان اللقاء
وإسدال الستار عن ذكرى قد تكون حلما عابرا ولكنه خلف كلوما وكدمات موجعة وأثار زوابع الحنين
انتحر المكان
وحدها الذاكرة تقطر
من ثقوب عذابها
هي تقف فوق غيمتها
تنهمر حروفها
تفاحا شهيا
هو يلتقط ما تساقط
من رجولة متهمة
وتستفيق من الحلم او من رحلتها مع ذكرى بعيدة تراءت في أفق العمر فراحت تسايرها وتقتفي خطاها—تستفيق لترى مركب الأمل الجميل مرسوما على امتداد الأفق يحتفظ بأحلام الحالمين في صندوق الودائع إلى حين اكتمال بدر التفاؤل لتحقيق الامنيات ونسمع للحلم عزف ورقص واهازيج في الآفاق
ومركب في الأفق
يقتفي خطو الحالمين
يختفي خلف تلال اليقين
يحتفي بعزف الموجة
ويترنح لرقصتها المجنونة
———————
فالشاعرة وظفت مصطلح (الذكرى )توظيفاً حيوياً غائراً في جسد الحياة مما جعل الذاكرة تختزن رحيل الحبيب لتختصر اللقاء الوحيد واليتيم في مسافات زمنية متموجة تتعب فيها جياد الوجدان الراكضة في حلبة الفراق…
وكاني بالشاعرة تردد
كنت أعلم ان الطريق اليك رمال حنين ومرافئ أحزان ومشيت فيها باختياري—أما رحيلك فكان قرارك وما كان قراري)
وبالعودة الى العنوان(في عيدهن) نلمس أنه ما خذل تنامي معاني القصيدة
التي غاصت في قضايا مصيرية عانتها منها المراة وما زالت -والشاعرة عرضت ذلك بشاعرية شفيفةوتلميحا —كما عرضت قدرة المرأة على انتزاع او بالاحرى استرجاع حقوقها كاملة وقدرتها على تغيير مجرى التاريخ ايجابيا لا اقول لصالحها لان المراة ما كانت يوما انانية بل لصالح المجتمع باسره لانها هي محرك هذه الحياة…
شكرا على قصيدة (عيدهن) في عيدهن
دمت مبدعة عاشقة جربة الشاعرة اللطيفة جدا
فائزه بنمسعود
Discussion about this post