قراءتي في قصيدة (ومن الحب ما رفع)
للشاعر الدكتور Hamed Hajji
——————————-
عاليا.. عاليا.. أرفعك..
إليك حبيبتي اهدي قصيدي..
ا====== قصيد: ومن الحب ما رفَعَ =====
أَما لَكَ يا حبُّ،
حين يجيء الهوى، جرعةٌ ودَواءُ؟
أَما لَكَ
غيرَ الوجيعة مِنكَ شِفاءُ؟
أَتَأمُرُني
بالصبابة والصبر
هَيهاتِ ما لي
إذا جنّ ليلي عَزاءُ
أَموتُ اِشتِياقاً
وأَحيا بميعادِ وَهْمٍ
فَما المُبتَلى وَالرقيبُ سَواءُ
فَلَو ذُقتَ الهَوى
لَعَذَرتَ شتاتَ انتثاري
وأدركتَ كيف الفؤاد
هَباءُ
وواعدتُها
في الدّجى
خَوفَ يلحَظُها في الدُّجى
الرقباءُ
كما النور
تأتي
أيا ناسُ.. كيف تَخَفّٓى بجنح الظلام
ضياءُ؟
وأوشِكُ أسألُها
هل تُحِبِينَنِي؟ هل تُحِبِينَنِي
ثم تصمتُ.. ترفعني عاليا..
كالنسيم تسوق سحاب الكلام
تُبعثر وقت المجاز
وتلهو بمعنى الغمام
وتَرفَعُني عاليا إذ وَصَلنَا…
سماءً..
وكانت سماءً وما طَاوَلَتهَا سَمَاءُ..!
القصيدة
هي عبارة عن (هديةللحبيبة) وقدم لها الشاعر
ب(عاليا عاليا أرفعك)
وهذا دليل على مقدار الحب الذي يكنه للحبيبة والحب في نظره رٍفعة وسمو
بما ان التفلسف حق مشروع ومضمون للجميع بدون استثناء ولا مفاضلة
ساتفلسف اذن ولن استأنس بآراء العلماء والفلاسفة والحكماء ولا حتى بتجارب العشاق في (الحب)
عند الحديث عن الحب
أرى أن الحب كقيمة تعد أس انسانية الانسان —يعاني من التجاذبات داخل النفس البشرية
لانه توجد دوما انفعالات واحاسيس تحاول القيام بادوار بطولية والظهور في صورة المنتصر الذي كسب الرهان وهي -الغريزة والشهوة -حيث تنسف الاحاسيس السامية
ومعانيها والحب ضحية لانه أقرب الى العاطفة والرغبة منه الى جمال وكمال الروح وهذا القرب يحكمه حضور السلوك البشري الرغائبي على حساب الحضور الانساني المتعالي السامي
السؤال لماذا هذا التفلسف؟
الجواب لان الشاعر في هذا القصيد
خلّص الحب من سيطرة الرغبة وهيمنة الشهوة
ورفعه الى مقام سيادة الجمال وعفة الأحاسيس
والاهداء خير دليل(عاليا …عاليا… أرفعك)
بهذا المعنى افتتح قصيده وبنفس المعنى أقفله
مع ارتقاء أرفع في سلم العلو والتأليه
فالحبيبة في مذهبه ملاك من البشر وأميرة كل العباد
وهذه الرفعة والتنزه عن المادي الذي يذكر بان الانسان من الطين مخلوق لــذا غريزيا يعشق الالتصاق بالارض وبكل ما هو حسي ملموس اي بكل ما يتعلق بالجسد والحب عنده كعاطفة راقية يمر هو الآخر عبر الجسد
فهو أي الشاعر حاول تحرير الحب من سجن الرغبة التي تحاول انزاله من عرشه وتجريده من تاج الجمال
وعرش الحب ممجد ورفيع ومنزه عبر تاريخ الفكر والوعي الانساني بخبايا النفس البشرية حيث كشف مناطق الهداية فيها وعرّى مناطق الضلالة والغواية
والحب عنده نور متوهج في القلب يزيح العتمة والنور جمال وأنس
والنور يأتي من المرتفع والعلو والحبيبة إكليل من نور
كما النور
تأتي
أيا ناسُ.. كيف تَخَفّٓى بجنح الظلام
والشاعر يؤسس الى تجاوز الجمال الحسي
لأن ملاحقة الجمال في الشكل الحسي
لا يسمح برؤية الجمال الكامن في كل شيء
وحتى في مواضع القبح او على الأقل ما نظن او نتوهم أنه قبح
هذا المقطع بالذات يجمع مفهوم الجمال بمفهوم الحب والحب جمال روحي اولا يكون وهنا يرتبط الجمال بالكمال
(وتَرفَعُني عاليا إذ وَصَلنَا…
سماءً..
وكانت سماءً وما طَاوَلَتهَا سَمَاءُ)
فالحب عنده يتم استقباله من الأعلى كرسالة سماوية وفق معايير وأحكام الجمال السامية
ويحضرني الحديث النبوي الشريف (ان الله جميل يحب الجمال)
نرى اجتماع مفهوم الجمال بمفهوم الحب والذات الالهية مترفعة عن كل مادي دنيوي
علما انه من الصعب بل من المستحيل على البشر تصور جمال الحب خارج الاطار السحري لجسد المرأة أو الرجل وهذا مشروع لان الجسد داخل في هالة الجمال التي تلتقطها العين المحبة للجمال والتي تسعى لاقتناصه في كل حقل جمال يقع في أفقها
لم اعرج على الصبابة والاشتياق والصبر وعين الرقيب
لان رايت ان مفتاح القصيد هو(جمال الحب وسموه ورِفعته)
كما لمست أن الشاعر عرَجَ بنا الى عالم سماوي
شفيف بالوان الطيف حيث نرى القلب وقد تخلص من وزر الجسد يسبح في جمال الحب
عالم الشاعر سحري عجائبي ملائكي باجنحة يحلق
نبحر في معاني القصيدة نغرق في جمال الحب
نتجاوز الزمان والمكان لنعود من رحلة الجمال هذه محمّلين بالحب الجميل ….
شكرا دكتور حمد الشاعر أن جعلت الحب جمالا ثلاثي الأبعاد…
فائزه بنمسعود
Discussion about this post