مامعنى العدمية؟!!
د. عبد العزيز يوسف آغا
//////////////////////////////////
العدمية هي الاعتقاد بأنّ كافة القيم والأخلاق ليس لها أي أساس أو قاعدة يمكن الرجوع إليها أو القياس على أساسها، وهي غالباً ما ترتبط بالتشاؤم المفرط والشك العميق بحقيقة الوجود. والعدمي الحقيقي هو الذي لا يؤمن بأي شيء، وليس عنده أي وفاء لأي مذهب، وهو يفتقر إلى الإيمان وحس الغاية أكثر من كونه يميل إلى التهديم وإسقاط القيم والمفاهيم
عن طريق إنكار الجوهر الروحي الإنساني واستبداله بجوهر مادي بالكامل.
وقد أعلن العدميون أن السلطة الإلهية والكنسية تناقضان الحرية التي تدهورت في النهاية وسقطت في أخلاقيات الفتنة والتدمير والفوضى.
وفي نهاية سبعينات القرن الثامن عشر أصبح العدمي هو شخص مرتبط مع الحركات السياسية السرية التي تدعو إلى الإرهاب والتخريب وتستخدمهما كوسائل لتحقيق أهدافها.
بينما العدمية في الحقيقة غالباً ما تتم مناقشتها في سياق مصطلحات الشكية والنسبية، فقد ارتبطت معظم فترة القرن العشرين بالاعتقاد بأن الحياة خالية من المعنى والجدوى. فالعدمية بدأت بفكرة أن العالم بلا معنى أو هدف وبموجب هذا الظرف، فإن الوجود بنفسه بكافة أفعاله، معاناته، ومشاعره فارغ وبلا أحاسيس.
والعدمية الوجودية: هي فلسفة تفترض الأعتقاد بأن الحياة البشرية بأكملها غير مهمة بالنسبة للكون، بل من المرجح أن عُدمت تلك الحياة البشرية فأنه لن يتغير في الوجود شيء. لذلك إن إدراك العدم ھو الغایة المنشودة.
و أن الھدف الأسمى لأي إنسان ھو إدراك عدمه الذي یحقق بدوره النضوج الفكري الذي یَرقّى إلى مرتبة سامیة تعلو مكانته السابقة التي تساویه بالحیوان.
ومن أهم أھم المعتقدات التي یعتنقھا العدمیون:
-الإمكانیات البشریة المحدودة: یرى العدمیون أن البشر لدیھم إمكانیات محدودة للغایة، وأن القناعات العدمیة ھي التي تساعدھم على إدراك وجودھم اعتمادًا على مبدأ النقیض، وھذا الأمر لا یتحقق دون التصرف الحكیم في ھذه الإمكانیات وإدارتھا بحصافة من أجل تجنب الشعور بالذعر، والھروب إلى الیأس والخنوع أو المبالغة في الاعتقاد بالأفكار المبالغ فیھا والخارجة عن نطاق سیطرتھا ومن ثم یتحول إلى حالم مجذوب ومنفصل عن الواقع.
إذاً ، إن القاعدة الحقيقية للبشرية جمعاء داخل هذا العالم هو الألم المستديم، وإذا تساءلنا علام كل هذا التشاؤم الدامس؟ يأتينا الجواب من المعري الذي سبق الغرب بمراحل:
فى العدمِ كنا وَحُكمُ الله أوجدنا
ثم اتفقنا على ثانٍ من العدمِ
أو
نمرُ سراعاً بين عدمينِ مالنا
لباثُ كإنا عابرون على جسرِ
وھكذا یتضح لنا أن الفلسفة العدمیة اتجاه أدبي وحركة فكریة ظھرت منذ القدم وتبلورت في العصر الحدیث.
فهل هذا المعتقد صحيح حسب رأيكم؟
انتظر مداخلاتكم،،،
وعلى المحبة نلتقي،،