صفحه ..
من كتاب( تأملات )
وتفرك الشمس عينيها متثائبه وأصابع خيوطها بدت متراخيه وأنا والدانوب وقلبي الذي خلعته من كهف الجسد بدا أمام ناظري غريب .. تأملت به وهمست في أذنه وهو متكئ متراخي الأطراف كتيك الشمس الآفله بعد رحلة دامت عمر بأكمله في طريق اليوم ..
وماذا بعد أيها القلب ..
إشتعل رأسك شيبا وصوتك بدى وهينا وكئيبا وظهرك إحدودب وعيناك ترتدي قميصا من زجاجات توسع دائرة نظرك لما قضمت منها الأيام والليالي ..تحت سنابك أضراسها..
أما مسك من لغوب ونصب . .
أما زلت تنبض بكل جوارحك لظلال طيف جميل ..
لريق إمرأة سائغ شرابها وشعرها وقدها ك . المياس .. وثغرها الذي تحرسه عشيرة من قناديل .
ألم يتغير طعم مياه محيطاتك فخمسون عاما وأنت تسبح في قاع الحياة ألم تخبرك بأن مياه جوفك أضحى أجاج وكل عمل بدا لك حسن ما هو إلا رجس من الشيطان .. أما زلت تتكئ على نمارق المعاصي وتفرش بجسدك فوق زرابي الآمال والأحلام من عين فاتنه ..
ألم تعظك الأيام ..
أيها القلب ..
شمس اليوم يلوح لنا بكفه مجعد الوجه بلا أسنان ..بلا عيون بعد ميلاد يوم طويل تعثرت بكل أطياف عمر هذا اليوم وأعلنت القفول وكأنها لم تولد ..
أرى رداء من الدموع في باب عينيك ..
إنها آخر القطرات من نهر الجسد فشمس أيام عمرك بدت وهينه ..
هيا إغسلها بماء الحياة قبل أن تتلاشى .. نبع ذاك الماء من كف الله
تعال إدخل كهفك .. أراك تتراقص من القر .. قد أتعبتك شمس الأيام وشاخت وأنت تعيش على فتات الأمل والأحلام..
تعال يا قلب فغشى الليل إقترب من باب العين ..
وغشى النفس لاحت ستائرها من وراء حجاب ..
وغشى العمر إقترب من باب الحياة ..
ف ..
آه من صمتي التي أضرمت به نار الشوق ..
إمراة أكل الحزن اصابعها ..
في آخر لقاء كانت تسد كل ثقوب وحدتي رغم ازدحام اقدام الحياة ..
ايها النهر ..
قل لها اذا أسدل الليل ودخلت مدينة غربة الروح .. وسدرة الحزن ..
نحن قوم لا نحنث ولا ننكص بما أقسمنا عليه امام مرآة الذات إلا خيانة تقرص أرواحنا آنذاك سنرحل كارهين ..
فما زال طيفك في اعماق النفس ينبض .
قل لها ..
الحزن هو زيت قنديل النفس إذا نضب إنطفئت عيون الحياة .
الحزن.. يجعلنا اجمل وأنقى وأصدق.
ايها النهر ..
عندما تسكب دموعك في مقلتيها ..
قبل شفتيها عني وأهمس لروحها ..
لا تقنطي ما زال صدى عينيك في الروح تسبح وما زالت موسيقا قلبك في أذنيه تشنف.. وما زالت عطر انفاسك فوق حيطان الروح معلقة .
ايها النهر ..
أعصرها بين زراعيك وقبل عينيها ثم تعال لأعصرك في قلبي عساي أشم رحيق أنفاسها.
بقلم
طارق حامدي
Discussion about this post